نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 133
والنفس العامة ( الروح القدس ) ويتزعم الاتجاه الآخر بعض القسس في مقدمتهم مقدونيوس أسقف القسطنطينية ، وقد أعلن هذا أن الروح القدس ليس بإله ولكنه مخلوق مصنوع كما أعلن الأسقف أوسابيوس إنكار وجود الأقانيم الثلاثة وقال إن للثالوث ذاتا واحدة وأقنوما واحدا ، وكان ذلك الخلاف داعيا لعقد مجمع جديد يبت في الأمر ، أو قل كان الأوان قد آن ليكمل إعلان الثالوث ، فعقد الإمبراطور تاءوديوس الكبير مجمع القسطنطينية سنة 381 ولم يحضره إلا مائة وخمسون أسقفا ، وفي هذا المجمع أعلن حرمان الأسقفين السابقين ، وأسقط كل منهما من رتبته ، ثم قدم بطريرك الإسكندرية قياسا على هيئة الأقيسة المنطقية ، ولكنه في الحقيقة بعيد عنها ، فمقدماته غير مسلم بها ، ونتائجه غير مرتبة ولا مبنية بالضرورة على المقدمات ، وهاهو : ( ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله ، وليس روح الله شيئا غير حياته ، فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق فقد قلنا إن روح الله مخلوق ، وإذا قلنا إن روح الله مخلوقة ، قلنا إن حياته مخلوقة ، وإذا قلنا إن حياته مخلوقة ، فقد زعمنا أنه غير حي ، وإذا زعمنا أنه غير حي فقد كفرنا به ، ومن كفر به وجب عليه اللعن ) [1] . ومن النظر في هذه السلسلة المنطقية بمقدماتها ونتائجها يظهر أن أساسها ومقدمتها الضرورية وهي أن روح القدس هي روح الله مقدمة ساقطة ، لا يوافقه عليها أغلب الناس ولا يستطيع أن يقيم الدليل عليها ، فالعقيدة السائدة الصحيحة هي أن روح القدس خلقه الله واتخذه ليكون رسولا بينه وبين من يريد أن يلقي عليه وحيا من خلقه أو أمرا كونيا [2] . ولكن هذا المجتمع لم يكن يكفر ، ولم يجتمع ليناقش بل ليتخذ قرارا مبيتا قبل اجتماعه ، ولذلك سرعان ما اتخذوا قرارهم بألوهية الروح القدس
[1] أنظر 96 . Pengadjaran Geredja Katolik p [2] أبو زهرة . محاضرات في النصرانية ص 134 .
133
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 133