نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 134
ويلعن من يقول بغير ذلك ، ويقول ابن البطريق أحد المؤرخين المسيحيين في إثبات القرار وشرحه ما يلي : ( زادوا في الأمانة التي وضعها الثلاثمائة والثمانية عشرة أسقفا الذين اجتمعوا في نيقية ، الإيمان بروح القدس الرب المحيي المنبثق من الأب الذي هو مع الأب والابن مسجود له ، وممجد ، وثبتوا أن الأب والابن وروح القدس ثلاثة أقانيم ، وثلاثة وجوه ، وثلاث خواص ، وحدية في تثليث ، وتثليث في وحدية ، كيان واحد ، في ثلاثة أقانيم ، إله واحد ، جوهر واحد ، طبيعة واحدة ) . ومرة أخرى فرض هذا القرار فرضا على المسيحيين ، وعذب ولعن من خالفه ، وحرم من الوظائف وصودرت آراؤه وقتلت . ولم يكتف بعض رجال الكنيسة بهذا الثالوث على هذا الوضع ، بل نراهم كأنهم تصوروا منافسة بين الله جل جلاله وبين المسيح ، فلم يقنعوا بأن يكون الروح القدس منبثقا من الأب ، بل عقدوا مجمعا آخر هو مجمع طليطلة سنة 589 م وقرروا أن الروح القدس منبثق من الابن أيضا ، ولم تقبل الكنيسة اليونانية هذه الزيادة الجديدة ، ولا تزال عبارة ( ومن الابن أيضا ) موضع خلاف بين الكنيسة اليونانية والكنيسة الكاثوليكية ، وسببا في عدم الالتقاء بين الكنيستين ، وتؤمن الكنيسة القبطية بمصر بأن روح القدس منبثق من الأب فقط [1] . وهكذا اتخذت هذه المجامع سلطة صنع الآلهة ! ! ! يا لله من ظلم الإنسان وجهله ! . وقبل أن نترك الكلام عن روح القدس يجدر بنا أن ننقل عن لوقا تصويره العجيب لروح القدس ذاك ، يقول لوقا في وصفه لاجتماع بطرس بالتلاميذ المائة والعشرين الذين اختارهم ليعلموا المسيحية :