نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 132
أما أنا فأقول لكم إن كل من غضب على أخيه يستوجب الدينونة ) والله هو الذي قال للأولين وقد وضع عيسى نفسه بذلك موضع الله الذي شرع ذلك ، فلا بد أن يكون هو الله [1] . ومعنى هذه الخرافة أن كثيرين منا آلهة فطالما شرحنا للناس ما فرضه الله عليهم وطلبنا منهم مزيدا من العمل الصالح ، نعوذ بالله من الخطل . وسنورد في نهاية هذا الكتاب خلاصة هذه الأبحاث في الملحق الخاص عن ( قضية الألوهية ) . أما الروح القدس فلم يتخذ بشأنه قرار في اجتماع نيقية بل نص في ذلك الاجتماع على ( ترك الحرية للناس في الاختلاف على الروح القدس ) . وهكذا كان متخذو هذا القرار يتمتعون بشئ من الحصافة فلم يشاءوا أن يقولوا بالثالوث مرة واحدة ، بل اكتفوا بإعلان ألوهية المسيح وتركوا إعلان ألوهية روح القدس موضع اختلاف بين الناس فلم يثبتوها ولم ينفوها بل أجلوها لفرصة أخرى حتى يستقر المبدأ الجديد وهو ألوهية المسيح ، ثم بعد ذلك يكملون إعلان ألوهية روح القدس حتى يكمل الثالوث الإغريقي . وسنتكلم فيما يلي عن وقت إعلان ألوهية روح القدس وظروف ذلك . ألوهية الروح القدس : الروح القدس هو الذي حل على العذراء لدى البشارة ، وعلى المسيح في العماد ، وعلى الرسل بعد صعود المسيح إلى السماء [2] ، والذي حل على العذراء بالبشارة هو في نظر المسلمين جبريل عليه السلام . وقد سبق أن قلنا إن مجمع نيقية بعد أن قرر ألوهية المسيح ( ترك الحرية للناس في الاختلاف على الروح القدس ) وفي ضوء هذه الحرية وجد اتجاهان يتصارعان تتزعم كنيسة الإسكندرية أحدهما الذي يقول بالتثليث وأن المسيطر على العالم قوى ثلاث : المكون الأول ، والعقل ( الابن ) ،
[1] يسوع المسيح 69 . [2] الأب بولس إلياس : يسوع المسيح ص 73 .
132
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 132