نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 123
مشكلة أخرى ، هي : كيف انتزع أحد هذه الأقاليم الثلاثة ودخل رحم مريم ثم امتزج بالناسوت وأصبح إنسانا في مظهره ؟ إلا يدل ذلك على تعدد ظاهر ؟ لأن معبود النصارى لو كان واحدا له أقانيم ثلاثة لما أمكن خروج أحد هذه الأقانيم وحده ونزوله إلى الأرض . . . ولقد أدرك القس بولس سباط هذا الاعتراض فراح يقرر أن هذا الأقنوم مع نزوله إلى الأرض ظل أقنوما يمثل جانبا في الإله الواحد ولم ينفصل عنه حتى بعد اتحاده بالناسوت [1] . وعندي أنه كلام يصعب الاقتناع به . ألوهية المسيح : بقي أن نسأل : متى بدأ اعتبار عيسى إلها ؟ ومتى بدأ اعتبار روح القدس إلها ؟ وقد سبق أن أوردنا إجابة عن السؤال الأول فيما اقتبسناه من كلام Berry و Wells وغيرهما ، ولكنا ونحن بصدد إيضاح شامل لهذه المسألة نعود إلى Wells مرة أخرى فنورد عبارته كاملة عن هذا الموضوع ، يقول Wells . G . H ( كان القديس بولس من أعظم من أنشأوا المسيحية الحديثة وهو لم ير عيسى قط ولا سمعه يبشر الناس ، وكان اسم بولس في الأصل شاول ، وكان في بادئ الامر من أبرز وأنشط المضطهدين لفئة الحواريين القليلة العدد ، ثم اعتنق المسيحية فجأة ، وغير اسمه فجعله بولس ، وقد أوتي ذلك الرجل قوة عقلية عظيمة ، كما كان شديد الاهتمام بحركات زمانه الدينية ، فتراه على علم عظيم باليهودية والميتراسية وديانة ذلك الزمان التي تعتنقها الإسكندرية ، فنقل إلى المسيحية كثيرا من فكراتهم ومصطلح تعبيرهم ، ولم يهتم بتوسيع فكرة عيسى الأصلية وتنميتها ، وهي فكرة ( ملكوت السماوات ) ولكنه علم الناس أن عيسى لم يكن المسيح الموعود فحسب ،