نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 119
الله وأطاع وصاياه ، فقبل الموت ، موت الصليب ، لذلك يقول الله فيه : هذا ابني الحبيب الذي به سررت ، له اسمعوا . وقد تكررت هذه العبارة عدة مرات مدة خدمة المسيح على الأرض لأنه تمم إرادة الله في الفداء . ويراد بها إظهار التشابه والتماثل في الذات وفي الصفات وفي الجوهر ، كما يكون بين الأب والابن الطبيعيين ، فقيل عن المسيح إنه بهاء الله ورسم جوهره ، وقال هو عن نفسه : من رآني فقد رأى الآب ، أنا والآب واحد ، ويراد بها دوام شخصية المسيح باعتباره الوارث لكل شئ الذي منه وبه وله كل الأشياء ، وقد يراد بها معان كثيرة غير معدودة يقصر دون إدراكها العقل . 5 - ويقول القس بوطر ( 2 ) موضحا الثالوث ومبينا لماذا لم يظهر بوضوح الابن وروح القدس في التوراة ولا قال بهما اليهود : بعد ما خلق الله العالم ، وتوج خليقته بالإنسان لبث حينا من الدهر لا يعلن له سوى ما يختص بوحدانيته ، كما يتبين ذلك من التوراة ، على أن المدقق لا يزال يرى بين سطورها إشارات وراء الوحدانية ، لأنك إذا قرأت فيها بإمعان تجد هذه العبارات : ( كلمة الله ، أو حكمة الله ، أو روح القدس ) ولم يعلم من نزلت إليهم التوراة ما تكنه هذه الكلمات من المعاني لأنه لم يكن قد أتى الوقت المعين الذي قصد الله فيه إيضاحها على وجه الكمال والتفصيل ، ومع ذلك فمن يقرأ التوراة في ضوء الإنجيل يقف على المعنى المراد ، إذ يجدها تشير إلى أقانيم في اللاهوت . . . ثم لما جاء المسيح إلى العالم أرانا بتعاليمه وأعماله المدونة في الإنجيل أن له نسبة أزلية سرية إلى الله تفوق الادراك ، فهو مسمى في أسفار اليهود ( كلمة الله ) وهي ذات العبارة المعلنة في التوراة ، ثم لما صعد إلى السماء أرسل روحا ، ليسكن بين المؤمنين ، وقد تبين أن بهذا الروح أيضا نسبة أزلية إلى الله فائقة كما للابن ويسمى الروح المقدس ،
( 1 ) رسالة الأصول والفروع ص 43 - 45 .
119
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 119