نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 118
ويسوع يعلن الأب لا في كلمات ينطق بها فقط ، بل في حياته وشخصه ، وبينه وبين الأب علاقة سرية متينة الأواصر لم يستطع تلاميذه أن يتقصوا إلى مكنوناتها ( أنا في الأب والأب في ) ( ومن رآني فقد رأى الأب ) فإن رمنا أن نعرف طبيعة الله ، على قدر ما يستطيع الإنسان أن يعرف ، فلا ندحة عن الرجوع إلى شخص يسوع [1] . 3 - ويقول القس بولس سباط في ذلك ما يلي : يرى النصارى أن الباري تعالى جوهر واحد ، موصوف بصفات الكمال ، وله ثلاث خواص ذاتية ، كشف المسيح عنها القناع وهي الأب والابن وروح القدس ، ويشيرون بالجوهر الذي يسمونه الباري ذا العقل المجرد إلى الأب ، وبالجوهر نفسه الذي يسمونه ذا العقل العاقل ذاته ( أي الذي يعقل ذاته ) إلى الابن ، وبالجوهر عينه الذي يسمونه ذا العقل المعقول من ذاته إلى روح القدس ، ويريدون بالجوهر ما قام بنفسه مستغنيا عن الظرف [2] . 4 - ويقول القس إبراهيم سعيد في تفسير بشارة لوقا [3] : يليق أن نوضح بكلمات موجزة المعنى المراد ( بابن العلي أو ابن الله ) فلم يقصد بها ولادة طبيعية ذاتية من الله ، وإلا لقيل ولد الله ، ولم يقصد بها ما يقال عادة عن المؤمنين جميعا أنهم أبناء الله ، لأن نسبة المسيح لله هي غير نسبة المؤمنين عامة لله ، ولم يقصد بها تفرقة في المقام من حيث الكبر والصغر ولا الزمنية ولا الجوهر ، لكنه تعبير يكشف لنا عمق المحبة السرية التي بين المسيح والله ، وهي محبة متبادلة ، وما المحبة التي بين الأب والابن الطبيعيين سوى أثر من آثارها وشعاع ضئيل من بهاء أنوارها ، ويراد بها إظهار المسيح لنا أنه الشخص الوحيد الذي حاز رضا
[1] أديان العالم الكبرى ترجمة حبيب سعيد ص 104 و 108 . [2] المشرع ص 13 - 14 . [3] تفسير بشارة لوقا ص 69 - 70 .
118
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 118