نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 117
لقد حاولت جهدي أن أصل إلى جواب لهذه الأسئلة عن طريق القراءة أو المحادثة مع المسيحيين ، ولكني أقرر أنني لم أستطع فهم إجاباتهم ، بل صرح كثير منهم - كما سيرد في كتاباتهم - أن هذه المسائل مسائل اعتقاد لا فهم . فاعترضت بأنها مسائل أساسية ، وهي المدخل للدين فكيف لا تفهم ؟ ولكني لم أتلق جوابا على اعتراضي . واتبع بعضهم التعبيرات الإنشائية التي لا توضح مقصودا ، كقول بعضهم ( المحبة السرية التي بين المسيح والله ) وقول الآخر ( كل ثروات الولاء والتعبد اختزنت في فكر يسوع المسيح عونا على فهم حقيقة الله . . . ) وغير ذلك مما سيرد فيما بعد ، ولذلك فمن الخير أن أنقل للقارئ هذه الأقوال كاملة ليرى فيها رأيه . 1 - يقول الدكتور يوسف بوست في قاموس الكتاب المقدس [1] : طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية : الله الأب ، والله الابن ، والله الروح القدس ، فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن ، وإلى الابن الفداء ، وإلى الروح القدس التطهير ، غير أن الثلاثة الأقانيم تتقاسم جميع الأعمال الإلهية على السواء . 2 - ويقول William Patoun ، إذا رمنا أن نفهم طبيعة الله في المسيحية ، فهناك نراه : الله الذي عاش معه يسوع في صلة وثيقة لا تنفصم عراها ، صلة الابن بالأب ، وكل ثروات الولاء والتعبد التي خلفها كتاب العهد القديم ، كلها اختزنت في فكر يسوع المسيح عونا لنا على فهم حقيقة الله ، فهو الإله الذي تفوق قداسته كل تصورات الإنسان ، عيناه أطهرا من أن تريا الشر ، هو خالق البشر والمسيطر على العالم ، هو الأب ، ويحمل هذا اللقب كل معاني العطف والمودة والحنان .