responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 115


عودة إلى التثليث في المسيحية :
لقد سرنا مع عقيدة التثليث منذ العهد البدائي ، منذ عبادة الأبطال حتى مدرسة الإسكندرية التي قامت عقب إنشاء مدينة الإسكندرية سنة 331 ق م وورثت حضارات مختلفة وقام بها علماء مصريون وساميون ويونان ، ورومان ، وعرفت اليهودية طريقها إليها كما انسابت إليها أفكار وثنية كثيرة ، وقد استمرت هذه المدرسة تباشر مكانتها الثقافية حتى ميلاد المسيح وبعد ميلاد المسيح ، ومن أشهر علمائها ( أفلوطين 205 - 270 م ) وعلى يده كان تجديد مذهب أفلاطون حتى عرف مذهب أفلاطون بالأفلاطونية الحديثة ، وخلاصة مذهب أفلوطين أن في قمة الوجود ، يوجد ( الواحد ) أو ( الأول ) وهو جوهر كامل فياض ، وفيضه يحدث شيئا غيره هو ( العقل ) وهو شبيه به ، وهو كذلك مبدأ الوجود ، وهو يفيض بدوره فيحدث صورة منه هي ( النفس ) وتفيض النفس فتصدر عنها الكواكب والبشر [1] . أو بعبارة سهلة موجزة ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة : ( الواحد - العقل - النفس ) .
كيف انتقلت هذه الأفكار إلى المسيحية ؟ ، الجواب على ذلك سهل يسير ، فقد مرت بالمسيحية عهود ضعف واضطهاد تحدثنا عنها فيما سبق ، وطبيعة هذه الهزائم أضعفت المقاومة ، وقضت أن يستتر المسيحيون ، أو على الأقل يكتموا تدينهم بين أضلاعهم فلا يعرفه أحد ، وامتد الاضطهاد إلى إنجيل عيسى فالتهمه وقضى عليه ، وهكذا فقدت المسيحية كثيرا من رجالها في قمتهم المسيح نفسه ، وفقدت أكثر مراجعها الأصلية ، فأصبح مصدر المسيحية واهنا أو معدوما .
ودخل بولس المسيحية كما سبق وكان عارفا بالفلسفة الإغريقية التي



[1] الدكتور مدكور ص 65 .

115

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست