نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 193
ويدرك عيسى أن هذه الدعوى الكاذبة قد تنتشر فيهتف قائلا : الحق أقول لكم متكلما من القلب : إني أقشعر لأن العالم سيدعوني إلها ، وعلي أن أقدم لأجل هذا حسابا ، لعمر الله الذي نفسي واقفة في حضرته إني رجل فان كسائر الناس ، على أني وإن أقامني الله نبيا على بيت إسرائيل لأجل صحة الضعفاء وإصلاح الخطاة ، خادم الله وأنتم شهداء على هذا [1] . أما مسألة أن المسيح لم يصلب ، فقد وضحها برنابا مقتبسا من عيسى قوله : اعلم يا برنابا أنه سيبيعني أحد تلاميذي بثلاثين قطعة من نقود ، وإني على يقين من أن من يبيعني يقتل باسمي ، لأن الله سيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إياي [2] . ويقول برنابا في وصف خاتمة المسيح على الأرض : لما دنت الجنود مع يهوذا سمع يسوع دنو جم غفير فاستيقظ ، وكان الحواريون الأحد عشر نياما ، ثم رفع الله المسيح إليه ، ودخل يهوذا إلى الغرفة التي صعد منها يسوع فأتى الله العجيب بأمر عجيب ، فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار شبيها بيسوع حتى إننا اعتقدنا أنه يسوع . . . ودخل الجنود فأخذوا يهوذا وأوثقوه ظانين أنه يسوع [3] . وهكذا يتفق الإنجيل في أكثر مسائله مع القرآن الكريم ويزيل الهوة التي ابتدعها بولس والتي أبعدت المسيحية عن الأديان السماوية . مصادر المسيحية في رأي الكنيسة عرفنا أن مصادر المسيحية التي تعترف بها الكنيسة ، ليس من كتابة عيسى ولا من إملائه . فكيف يجوز الاستدلال بها وكيف تتخذ وسيلة لإثبات عقائد المسيحية ؟