نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 83
قال : أنا جاهل أريد أن أتعلم . قلت : جميل ، ولكن لتدرك وليدرك منك أصحابنا الجالسون معنا أن المرض الذي ألم بك مرض خطير ، وأن علاجه يحتاج إلى وقت ليس بالقصير ، فلنصطنع الصبر ، وأنا كفيل بالنتيجة هذا المساء على كل حال . ما الدواء الذي قدمته للحاضرين ؟ إنه نقاط مما ورد ويرد ذكره في هذا البحث ولكني اعتمدت أكثر الاعتماد على آية من الآيات السابقة التي ساقها الله جل جلاله دليلا على وجوده وعظمته ، تلك هي قوله تعالى : " ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم " [1] . قلت للحاضرين وفي قمتهم أعضاء هذه الرابطة : هل فيكم مهندسون متخصصون في العمارة ؟ فأشار خمسة منهم بالايجاب ، فأعطيت كلا من الخمسة ورقة ، وقلت لهم إن عندي قطعة أرض طولها ثلاثون مترا وعرضها عشرون ، وأود أن أقيم بها مسكنا لي ، أمامه حديقة صغيرة ، فأرجو أن يعمل كل منكم تخطيطا تقريبيا لهذا المنزل ، وفكر الجميع وخططوا ، وبعد فترة قدموا لي نتائج عملهم ، فنظرت فيها وقلت : آسف ، لا تعجبني هذه الاقتراحات ، فأرجو أن تحاولوا مرة أخرى . وحاولوا مرة أخرى ، ثم مرة ثالثة ، وعرضت هذه الاقتراحات على الحاضرين فظهر أن بعضها مكرر مرة أو أكثر من مرة ، وسألت ماذا لو طلبت منكم أن تعملوا عشرة رسوم أو عشرين ؟ فأجاب أحدهم : إن التكرار سيوجد قطعا ويزيد ، وستتقارب رسوم أخرى إلى درجة كبيرة . قلت : قارنوا هذا بخلق الله ، الذي خلق ملايين البشر ، واستطاع في هذه المساحة الصغيرة التي هي الوجه أن يميز بين هذه الملايين بحيث لم تختلط