responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 84


ولم يكرر فيها قط ، بل جعل في كل منها شيئا ليس في الآخرين ، يتميز به كل إنسان عن الباقين ، وكما فعل الله تعالى في الأشكال فعل في الأصوات ، فملايين الناس يتكلمون اللغة العربية ، وملايين يتكلمون الإندونيسية ، ومئات الملايين يتكلمون الإنجليزية ، وهكذا ، ولكن الله جعل لكل إنسان بحة خاصة وصوتا معينا ، بحث لا تختلط هذه البحة ولا ذلك الصوت بشخص آخر ، فإذا سمعنا صوتا ألفناه ، عرفنا صاحبه قبل أن نراه ، ولا نستطيع أن نقول : إن هذا صوته غليظ وذلك صوته أجش ، لا ، ولكن هناك شيئا ميز الله به بين الأصوات ، وذلك الشئ لا ندري كنهه ، ولكنه موجود على كل حال ، وبه نفرق بين أصوات الناس كما فرقنا من قبل بين أشكالهم .
ومثل هذا يقال عن اختلاف الخطوط واختلاف البصمات ، فلكل إنسان طابع خاص في خطه ، فلا تكاد ترى خطا أليفا لك حتى تعرف كاتبه .
أما البصمات ، فقد أثبتت كل الأبحاث العلمية أنها تختلف اختلافا واضحا من شخص إلى آخر ، وأصبحت في الأبحاث الجنائية عظيمة القيمة ، لهذا السبب .
ولو قارنا هذا بما يصنعه الإنسان لوجدنا البون شاسعا ، فالأبواب في العمارة الواحدة متماثلة تماما ، والسيارات أو الأسرة أو المراوح الكهربائية التي تنتجها شركة معينة ، متماثلة تماما مما يبرز الفرق بين صنع الله وصنع الإنسان .
وانتهت هذه الجلسة بعد سهرة طويلة ، قدمت فيها ما عرفت ما ذكرت ومما سأذكر ، وخرج هؤلاء المثقفون وهم أقرب إلى اليقين ، أو قل :
وهم ينعمون بحلاوة اليقين إلا من طمس الله على قلبه ، وأعتقد أنهم كانوا قلائل .

84

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست