نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 80
والثور والحصان ، ومع هذا فإن الله قد ذللها لنا فأسكن الجبل والبحر ، وجعل الحيوانات القوية تذل للولد الصغير ، بضربها ويركبها ويحمل عليه ، وما كان البشر بمستطيع ذلك لولا قوة الله التي طمأنت من جبروت هذه المخلوقات وأخضعتها لمصالح الإنسان . ومن أجل هذا يوضح الله في الآيات السابقة أن على البشر أن يشكروا الله أن سخر لهم هذه القوى ، وما كانوا بدون ذلك بمستطيعين أن يتغلبوا عليها وينتفعوا بها ، ولا يزال الإنسان من حين إلى آخر يرى البحر يثور ، والجبال تهتز ، والحيوان يشرد ويتمرد ، ويقف الإنسان ضئيلا أمام هذه القوى ، ويبدو على حقيقته من الخور والضعف حتى يأتيه عون الله فيعيد هذه الكائنات إلى الخضوع والاستكانة ، ويعيد للإنسان القدرة على السيطرة عليها ، وما كانت هذه الثورة العارضة إلا تذكيرا للإنسان بحقيقة قواه وحقيقة القوى المسخرة له . ولنعد إلى اقتباس مزيد من الآيات القرآنية التي تحت على استعمال العقل لمعرفة الله : - وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ، ونفضل بعضها على بعض في الأكل ، إن في ذلك الآيات لقوم يعقلون [1] . - أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير [2] . - ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم [3] . ويقول الأستاذ الإمام محمد عبده : وللإسلام دعوتان : دعوة إلى الاعتقاد بوجود الله وتوحيده ، ودعوة إلى التصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ،
[1] سورة الرعد الآية 4 . [2] سورة الملك الآية 19 . [3] سورة الروم الآية 22 .
80
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 80