responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 74


قلت له : يا سيدي إنك مادي تقيس الأمور بمقياس المادة وهو مقياس ضئيل لا يصل بصاحبه إلى غاية محمودة ، اسمع يا سيدي - وكان الحديث يجري في إنجلترا عقب الحرب العالمية الثانية - ما رأيك فيمن أكلتهم الحرب أو شوهتهم وسلبت عيونهم ؟
قال : لقد ضحوا ليسعد الآخرون .
قلت : ولماذا لا تعتقد أن ألوف الآباء سيحسون بالسعادة وينطقون بالشكر لسلامة أبنائهم عندما يرون المشوهين ؟ ولماذا تنسى أن هذه العاهة قد تكون مصدر خير على صاحبها ؟ والذي لا أشك فيه أن بعض العميان وصلوا إلى مكانة ما كان من الممكن أن يصلوا إليها لو كانوا مبصرين . ولماذا لا تعتقد إنه لولا هذه العاهة لكان من الممكن أن يكون هذا الإنسان مصدر شر وبيل على الإنسانية ؟ ولماذا تنسى الملايين الذين خلقهم الله فأحسن حلقهم ثم تنكر وجوده لهذا الشئ النادر الذي لا بد أن يكون لحكمة نستطيع أن ندركها حينا ، ولا نستطيع أن ندركها حينا آخر ، بسبب اتجاهاتنا المادية وضعف الناحية الروحانية فينا ؟
الفطرة والوجدان :
تلك صور من المادة والماديين ، على أن هؤلاء في وسط ضلالاتهم وماديتهم يعترفون بالله بفطرتهم ، فالفطرة في ذاتها سليمة " ولا يكاد يوجد فوق الأرض مخلوق لا ينطوي على شئ من الشوق الروحاني ، أو شعور باطن مبهم بأن هناك قوة عليا يتوجه إليها بفطرته " [1] وهذه الفطرة السليمة يتراكم عليها الصدأ في كثير من الأحوال بسبب الاتجاهات المادية وقلة الثقافة الروحية ، ولكن الفطرة تتغلب على الصدأ أحيانا تحت تأثير منظر رائع ، أو نجاح خارق ، أو هزيمة قوي أمام ضعيف ،



[1] مجلة المختار : أكتوبر 1944 .

74

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست