نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 63
وهكذا تصرفات من محمد لم يقرها العزيز الحكيم ، فأنزل فيها سبحانه آيات من قرآنه يلوم بها ويوجه ، ويقود فيها رسوله إلى المثل العليا ويعلمه بها ما لم يكن يعلم . إنها دلائل واضحة على أن محمدا لم يكن مدعيا وأنه كان رسول الله ، وأن القرآن الذي جاء به كلام الله . ولدينا دليل آخر على أن القرآن كلام الله وأنه ليس من كلام محمد ، ذلك أن محمدا كانت تنزل به نوازل من شأنها أن تحفزه إلى القول ، وكانت حاجته القصوى تلح عليه ، بحيث لو كان الأمر إليه لوجد لها مقالا ومجالا ، ولكن كانت تمضي الليالي والأيام ، تتبعها الليالي والأيام ، ولا يجد في شأنها ، قرآنا يقرؤه على الناس . ألم يرجف المرجفون بحادث الإفك عن زوجه عائشة رضي الله عنها ؟ وأبطأ الوحي ، وطال الأمد ، والناس يخوضون ، حتى بلغت القلوب الحناجر وهو لا يستطيع إلا أن يقول بكل تحفظ واحتراس " إني لا أعلم عنها إلا خيرا " ثم - بعد وقت طال وامتد - نزلت الآيات الكريمة : " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ، لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرا لكم ، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم . . . [1] " . فماذا كان يمنعه - لو كان أمر القرآن إليه - أن يتقول هذه العبارات أو الآيات الحاسمة من أول الأمر ، ليحمي بها عرضه ، أو يذب بها عن عرينه ، وينفي عن أحب زوجاته قول السوء [2] . على أن محمدا لم يكنف بهذا وذاك دليلا على كون القرآن من عند الله ، بل راح يعلن على المعاندين تحدي القرآن لهم أن يتأتوا بمثله أو بسورة من مثله ، اقرأ معي هذه الآيات :
[1] سورة النور الآية 11 وما بعدها . [2] المرحوم الدكتور عبد الله دراز : النبأ العظيم ص 1 .
63
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 63