نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 59
يقضي الإسلام ، ولم ينله غير الأكفاء من أهل محمد كبعض العباسيين والعلويين إلا في عهد اضمحلال التفكير الإسلامي ، وتدهور الثقافات الإسلامية . وفي حجة الوداع كان خطاب محمد حاسما ، كان حسابا واضحا قدمه لقومه ، قال لهم : أيها الناس ، من كنت أخذت له مالا ، فهذا مالي فليأخذ منه ، ومن كنت ضربت له ظهرا فهذا ظهري فليضربه ، أيها الناس : كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى . حياة واضحة ونهاية واضحة ، حياة فيها الحرمان والضنى واللوعة له ولأهله ، فلما مات لم ينل منه ذووه شيئا ، وكان للمسلمين جميعا تراثه المادي والأدبي . وهكذا عند حساب الأرباح والخسائر نجد محمدا لم ينل شيئا لنفسه ولا لذويه ، وإنما دفع من ماله وجهده وجاهه ، وما لمثل هذا يسعى كذاب مختلق . وأكثر من هذا ، فالضر الذي نزل بمحمد لم يكن مفاجأة له ، ولم يكن يسعى للخير فأخطأه التوفيق ونزل به الضر ، لا ، فإن محمدا كان يتوقع الشر منذ جاءته الرسالة ، ومنذ بدأ دعوته ، فقد روى أنه عقب أن تلقى أمر ربه ناله الفزع والخوف ، فدعته خديجة لينال شيئا من الراحة فأجابها : يا خديجة مضى عهد النوم والراحة ، وجاء عهد الكفاح والعناء . إذا لا نستطيع أن نفترض عدم صدق محمد ، ففرض كهذا لا يجيزه منطق ولا يقره فكر سليم . لا ، نريد مرة أخرى أن نعود إلى هذا الافتراض الأبله ، فنعرض الادعاء بأن محمدا لم يكن صادقا ، وأن دعوته إنما هي من خلقه ، وقرآنه إنما هو من صنعه ، ولكن سرعان ما يعرض علينا هذا القرآن صورا تذيب هذا الادعاء وتمحوه من أساسه ، اقرأ معي :
59
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 59