responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 53


يطق الباطل أن يوقفه ، ولم يمض قرن من الزمان حتى كان الإسلام يخفق في الأندلس ويرفرف على السند ، ويشمل بخارى وينساب إلى قلب إفريقية ، ويعم ما بين هذه البلاد من بقاع .
ولنعد إلى محمد نبي الإسلام لنذكر جملة أخرى من صفاته قبل أن نستمر في حديثنا عن موضوعات هذا الكتاب .
لقد بعث محمد وتبعه بعض الناس ، وعاداه آخرون ، ولكن أعداءه لم يستطيعوا أن يجدوا في أخلاقه مطعنا ، ولم يستطيعوا أن يزعموا أن فيه نقيصة ، أو ثلمة .
وعظم شأن الإسلام وانتشر ، وكبر سلطان محمد باعتباره الرئيس الديني والرئيس السياسي ، ولكن مظاهر السلطان لم تعرف طريقها إليه ، فقد ظل يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويأكل مع الخادم ، ولم ير أصحابه فيه إلا رائدا وصديقا ، كان ينهاهم عن الوقوف له إذا أقبل عليهم ، وكان يجلس معهم كواحد منهم ، وإذا قدم وهم جالسون اتخذ مكانه حيث انتهى به المجلس ، وكان يمازحهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره ، ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ، ويعود المرضى في أقصى المدينة [1] .
ولم تقف سماحة نفسه عند أتباعه ، بل امتدت إلى أهل الكتاب ، فكان يقبل دعوتهم ، ويحسن استقبالهم ، وقد فرش عباءته لنصارى نجران عندما وفدوا عليه وطلب منهم الجلوس عليها ، وكان يزور مرضاهم ويشيع جنازاتهم .



[1] أفاض الإمام الغزالي في وصفه الأخلاق الرسول في أكثر من موضع بكتاب الإحياء ، أنظر كذلك زاد المعاد 1 : 34 - 47 .

53

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست