نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 51
وقد هيأ مال خديجة للرسول فرصة ليتفرغ للفكر الذي كان يراوده ، فقد كان محمد كثيرا ما يخلو لنفسه ويفكر في الكون ومبدئه ونهايته ، ولكن السعي للمعاش كان يقطع عليه فكره ويحول دون استمراره في هذه اللذة العقلية التي كان ينعم بها ، بيد أن حياته الجديدة مع خديجة الغنية ضمنت له فراغ الوقت ، ومنحه تقدم سنه مزيدا من العمق ، ومنحته أخلاقه الحسنة مزيدا من الصفاء ، وشملته عناية الله فرأى أنه يخلو لله ، وشجعته زوجته الصالحة على رغبته ، فكانت تعد الطعام فيأخذه ويذهب إلى غار حراء ، حيث يخلو ليفكر في الكون وخالقه ، والموت ومصير الناس بعده ، وهكذا ، وصفت نفس الرسول فأصبحت رؤاه تتحقق ولا تكاد تتخلف . برء الوحي : وظل محمد يخلو ويفكر حتى نزل عليه جبريل يوم الاثنين السابع عشر من شهر رمضان ودار بينهما هذا الحوار القصير : - اقرأ . - ما أنا بقارئ . - اقرأ . - ما أنا بقارئ . - اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم [1] . وكانت هذه أول آيات من القرآن الكريم ، ومن الملاحظ أن هذه الآيات