responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 44


ولم يقل كونفوشيوس أنه نبي ولا رسول ، وإنما كان باحثا في الحكمة ، وقد تناولت أبحاثه الحكومة والسياسة والأخلاق والمرأة ، وكان شديد التأثر بعقائد قومه الأقدمين ، فاتجه مثلهم إلى عدم القول بالجنة أو النار والعقاب والثواب ، ولم يدرس مشكلة ما بعد الموت ، معلنا أن مشكلات الحياة يصعب فهمها ، فكيف بمشكلات ما بعد الحياة ؟
وكان الصينيون القدماء يربطون بين الأحداث الكونية ، وبين أخلاق الملوك وأخلاق الشعوب ، فالعواصف والفيضانات والزلازل والأوبئة وما ماثلها ، لبست عندهم إلا عقابا لانحراف الأمراء وانحراف الناس ، وقد تبنى كونفوشيوس هذه الفكرة .
وكان كونفوشيوس ككل صيني - تخيفه الأحداث الكونية ، فهو يرتجف من قصف الرعد ، وعصف الرياح ، وهطول الأمطار ، وكسوف الشمس وخسوف القمر ، وهو يقابل ذلك بالتعاويذ والقرابين ، يحاول بها أن بقي نفسه شرور هذه الأحداث .
وكانت أفكاره حقا حافة بالدعوة للخير والرحمة والاخلاص وأداء الواجب ، ولكن الصينيين من بعده انحرفوا بهذه الدعوة الخيرة واتجهوا إلى كونفوشيوس يبنون له الهياكل ويعبدونه ، ويقدمون أمام تماثيله الذبائح والقرابين ، ويركعون أمام تماثيله ويسجدون ، وبالإضافة إلى هذا ، شاعت بالصين قبيل الإسلام عبادة الأرواح وبخاصة أرواح الآباء والأجداد ، إذ كان الصينيون يعتقدون أن هذه الأرواح تعيش معهم بعد وفاة أصحابها ، والصينيون يحبون كثرة النسل ، ولكنهم يمجدون الذكور ، وعند ما يبشر أحدهم بابن يعلق القوس والنشاب على الباب ، دليل مولد الذكر الذي يحمي

44

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست