نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 43
وادعى ملوك فارس أن دما إلهيا يجري في عروقهم ، وأن في طبيعتهم عناصر علوية مقدسة ، وصدق الفرس هذه الدعوى فأنزلوهم منزلة الآلهة ، قدموا لهم القرابين ، وأنشدوا لهم أناشيد الطاعة والعبودية ، واعتقدوا أنهم وحدهم الذين يجوز لهم أن يلبسوا التاج ، ويسيطروا على الناس أيا كانت سنهم أو كفاءتهم . وفيما عدا الأسرة المالكة كان هناك المجتمع الإيراني بطبقاته الكثيرة التي تقوم هوة واسعة بين كل اثنتين منها ، وكان كل إنسان في طبقة لا يستطيع أن يتعداها إلى سواها من الطبقات مهما أوتي من كفاءة خاصة أو تجارب معينة [1] . الأدبار في الصين : شهدت الصين في القرن السادس قبل الميلاد حكيمين شهيرين هما : " لاموتسي " الذي ينطق اسمه أحيانا " لوتس " و " كونغ فوتسي " الذي ينطق " كونفشيوس " ، وأولهما أسن بحوالي خمسين سنة تقريبا ، وقد تقابلا وكان " لاموتسي " في شيخوخته و " وكونغ فوتسي " في شبابه وتدارس الثاني مع الأول بضع مشكلات ، ولكن كان لكل منهما اتجاه فافترقا ، فقد كان الأول داعية قناعة وزهد وتسامح مطلق ، دعا إلى مقابلة السيئة بالحسنة ، على نحو ما نسب للمسيح فيما بعد ، أما " كونفشيوس " فكان يدعو إلى العدالة والاستقامة ، ومقابلة السيئة بمثلها ، ومذهب الأول يعرف " بالتاوية أو الطاوية " أما مذهب الثاني فيعرف " بالكنفوشية " وهو أكثر انتشارا وذيوعا في الصين .
[1] أنظر كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، للسيد أبو الحسن الندوى ص 33 .
43
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 43