نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 38
سبعين رجلا من أتقيائهم ، ولكن هؤلاء هتفوا به : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة [1] . تلك صور من ضلالات بني إسرائيل في حياة موسى وفي حياة هارون ، أما ضلالاتهم بعد ذلك فتكاد تكون سلسلة من البغي ، يقتلون فيها النبيين ، ويحرفون الكلم عن مواضعه ، وهكذا ، حتى خلا التاريخ أو كاد من هداية روحية يقدمها رجل من بني إسرائيل إلى الجنس البشري ، أو شعاع من الضوء النفسي يكون فيه للإنسانية هدى أو بصيرة . المسيحية بين الشرق والغرب ( * ) : وجاءت المسيحية وقد تكالب اليهود على المادة ، ورأوا فيها كل مقومات الحياة ، وتفننوا في خلق الطرق للحصول على المال وتنميته ، غير مبالين بالوسائل التي يصطنعونها لنجاحهم في ذلك ، فهانت بهذا القوى الروحية والمثل العليا ، فاتجهت المسيحية لمعالجة هذا الداء ، واتجه السيد المسيح عليه السلام إلى الدعوة للصفاء الروحي والرحمة والتسامح والزهد ، وخلت المسيحية إلا من لمحات ضئيلة عن النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تكاد تذكر ، وأولى المسيح عنايته لتطهير النفس والروح ومحاربة الجسم والمال ، ومما أثر عنه في ذلك قوله : - سمعتم أنه قيل عين بعين ، وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ، ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين [2] .
[1] سورة البقرة الآية 55 . * عن المسيحية اقرأ كتاب " المسيحية " من سلسلة مقارنة الأديان للمؤلف . [2] إنجيل متي : الأصحاح الخامس : الفقرات 38 - 40 .
38
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 38