نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 37
ولم يستطع أنبياء بني إسرائيل أن يحملوا الهداية إلى أكثر هذه القلوب الغلف ، وكان من اهتدى من بني إسرائيل يسرع إلى العودة للضلال كأنما كانت نفوسهم على وعد به ، وعلى نفرة مع الرضوان والهداية ، فالروايات تقص علينا خبر أولئك الذين اتبعوا موسى من بني إسرائيل وأنجاهم الله مما أنزله فرعون بهم من ذل ومهانة ، ولكنهم سرعان ما تخطف أبصارهم أصنام لقوم يعبدونها فيقولون لنبيهم : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [1] . ويدعهم موسى في رعاية أخيه هارون ويذهب ليتلقى الألواح من ربه ، وفيها لهم نور من الله وهدى ، ولكن سرعان ما يتخذ هؤلاء من حليهم عجلا جسدا له خوار ، يعبدونه ويسجدون له من دون الله ، وقد حكى القرآن ذلك في الآيات الكريمة " واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ، ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ، اتخذوه وكانوا ظالمين ، ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا ، قالوا : لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ، ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي ، أعجلتم أمر ربكم ؟ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه . قال : ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين . قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين . إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة من الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين " [2] . وأراد موسى أن يستغفر لقومه وأن يطلب من الله الرحمة ، فاختار
[1] سورة الأعراف الآية 138 . [2] سورة الأعراف الآيات 148 - 156 .
37
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 37