نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 34
والدليل على عموم رسالة محمد واضح تمام الواضح ، فقد عمت رسالة محمد الخافقين وشملت الأبيض والأسود والأصفر ولم يحس أحد من هؤلاء أن الدعوة لا تناسبه ، ولا أنها مستوردة إليه من صنف آخر من الناس ، بل أحس كل واحد أن الدعوة له ، وأنها تنظم كيانه وحياته . 3 - ختمت الرسالات بدعوة محمد ، والدليل على ذلك واضح للغاية أيضا ، فقد مرت القرون تلو القرون بعد محمد ، ولم يأت رسول بعد أن طلع على العالم محمد بن عبد الله ، لقد كانت الرسالات قبله يتلو بعضها بعضا ، بل كان بعضها يعاصر بعضا كما سبق القول ، ثم طلع محمد بقوله إنه خاتم الأنبياء والرسل ، وصدقه الواقع أربعة عشر قرنا وليس مثل ذلك دليل . 4 - دعوة محمد لها كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فقد مرت السنون ، وكثر أعداء الإسلام ، ولكن القرآن بقي دون تحريف أو شبه تحريف " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [1] " " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ [2] " " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين [3] " . 5 - يقين الرسول في هذه المرحلة ثابت كالطود الشامخ ، لم تزعزعه الأحداث ولم تخطر له الشكوك والأوهام ، وكان يهتف في الشدائد : رباه إن لم يكن بك على غشب فلا أبالي . 6 - حياة محمد وحياة دعوته كلها وضوح وضوء ونور ، تواريخ محددة ، وأحداث ثابتة ، وتطور مستقيم راسخ .
[1] سورة الحجر الآية 9 . [2] سورة البروج الآيتان 21 - 22 . [3] سورة البقرة ، الآية الثانية .
34
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 34