نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 35
7 - ديانة شاملة لأمور الدين وأمور الدنيا ، صورت لنا الله تعالى في علاه ، وصورت لنا جنته وناره ، وأبرزت معالم الخير والشر ، وراحت إلى أمور الدنيا تتحدى تفكير العالم بنظم رائعة في الميراث ، والسياسة والاقتصاد ، والبيع والشراء ، والوصية والهبة ، والسلم والحرب ، وكل حاجات الإنسان ، كما سنوضحه فيما بعد . يقول الأستاذ العقاد في ذلك [1] : " جاء الإسلام للناس بعد أن بلغوا من التطور في فهم الدين مرحلة واسعة ، وميزوا بين هداية الضمير وبين فواصل الأمكنة والأنساب ، فعرفوا أن الحق الإلهي محصول روحاني وليس بالمحصول الأرضي الذي يرتبط بالتربة كما ترتبط محاصيل الزروع والضروع . " فالله في الإسلام هو رب العالمين ، يتساوى عنده الناس ولا يتفاضلون بغير العلم الصالح " . " والنبي في الإسلام هو المبشر بالهدى والمنذر بالضلال ، وليس هو بالمنجم الذي يكشف الطوالع والأسرار ، ولا بصاحب الخوارق والأعاجيب التي تشل العقول وتهول الضمائر وتخاطب الناس من حيث يخافون ويعجزون ، ولا تخاطبهم من حيث يعقلون ويتأملون ويقدرون على التمييز " . لقد تطور العالم ، وأصبح جديرا أن يتلقى أسمى الرسالات فجاءته أسمى الرسالات ، وهي موضوع حديثنا ، وما أمتعه من حديث .