responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 29


ولم يطل مقامها في الصفاء ، فراحت تتعارك وحلت القطيعة محل التراحم ، والتخاصم مكان المسالمة ، فجاء دين ينظم الشؤون كلها ، ويرعى الحس والعاطفة ، ويدرس العقل والقلب ، وينظم للناس شؤون دنياهم وآخرتهم [1] .
ويقول بعض الباحثين في تفسير قوله تعالى : " مصدقا لما بين يديه " [2] :
هذا الكتاب الذي نزل بالحق يصدق ما بين يديه من الديانات التي سبقته وامتدت إلى زمانه ، يصدقه في أصولها ، فهي صورة من صور الحق التي جاء بها الرسل مناسبة لزمانهم ، محققة لأغراضها في ذلك الزمان وكلما تغيرت الحاجة جاء طور من الديانة ، جديد ، يتفق في أصله ويختلف في فروعه تدرجا مع الحاجات .
مع تصديق اللاحق للسابق في أصل الوحدانية الكبير [3] .
وقد قمت - بحكم عملي في مقارنة الأديان - بدراسة الأديان السماوية أو أكثرها ، وبدراسة الأديان الوضعية أو أشهرها ، وظهرت لي هذه الحقيقة واضحة ، وأريد هنا أن أبرزها وأن أسير معها في ركب الجنس البشري لأصفه وهو يتطور وتطور معه الرسالات .
وينبغي أن يكون واضحا أن الجنس البشري لم يتطور دفعة واحدة في وقت واحد ، وإنما ساعدت عوامل خاصة على تطور جزء من الجنس البشري ، وبقيت أجزاء أخرى في تخلفها وتأخرها ، وهكذا دواليك ، وبذلك وصل جزء من البشرية إلى مرحلة الشباب ، وكان جزء آخر في نفس الوقت لا يزال في مرحلة الصبا ، في حين كان هناك جزء ثالث لا يزال في مرحلة الطفولة يعيش عيشة بدائية أو ما يقرب من البدائية .



[1] اقرأ رسالة التوحيد ص 154 وما بعدها .
[2] سورة آل عمران : الآية الثالثة .
[3] في ظلال القرآن : الجزء الثالث ص 53 - 54

29

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست