نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 28
تطور الرسالات وعمر الجنس البشري يدرك الباحث في مقارنة الأديان حقيقة كبيرة الأهمية ، هي أن الجنس البشري بدأ كما يبدأ الطفل أقرب إلى البدائية والبساطة ، ثم نما الجنس البشري ونمت أفكاره فوصل إلى ما يمكن أن نسميه مرحلة صبا البشرية ، ثم نما مرة أخرى فوصل إلى مرحلة يمكن أن تمد مرحلة شباب البشرية . وكانت الرسالات تناسب كل طور من هذه الأطوار ، ولا نزاع أن مصدر الرسالات هو الله العلي العظيم ذو الجاه والسلطان ، ولكنه جلت قدرته كان يعطي الدواء بقدر طاقة المريض ، فكان يعطي البشرية من الهدى والتوجيه ما تحتمله البشرية ، وما يناسب عودها الذي بدأ ضعيفا ثم اشتد رويدا رويدا حتى اكتمل نموه . تلك حقيقة واضحة تمام الوضوح لكل من يعني بدراسة الأديان وعلاقتها بالجنس البشري ، وقد أشار الأستاذ الإمام محمد عبده إلى هذه الحقيقة في كتابه " رسالة التوحيد " فذكر أن الأديان الأولى خاطبت الحس يوم كانت الإنسانية في طور الطفولة ، لا يعرف الإنسان فيها إلا ما يقع تحت حسه ، ولا يتناول بذهنه من المعاني ما لا يقرب من لمسه ، فلما سار ركب الإنسانية ، وجربت وكسبت ، وتخالفت واتفقت ، وتقلبت في السعادة والشقاء أياما وأياما ، ونما بها الوجدان ، وبدت العواطف ، جاء دين يتحدث عن الزهادة وعن الصفاء وملكوت الله ، ولكن الإنسانية في صراعها لم تستطع أن تعيش على الايثار ،
28
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 28