نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 30
وربما صح القول أن هذه الأقسام كلها لا تزال تعيش في العهد الحاضر ، فقد رفعت المدنية بعض أجزاء من الجنس البشري إلى غاية من الرقي ، ولا يزال هناك آخرون يحبون ، نصيبهم في المدنية محدود ، ومجالهم في التطور ضئيل ، وبين هؤلاء وأولئك أقسام وأقسام . ولعل حقا أن يقال إن الديانات السماوية تركزت في منطقة الشرق الأوسط لهذا السبب ، فقد شهدت هذه المنطقة أرقى حضارات العالم منذ أقدم العصور ، وكانت حضاراتها أدبية وعلمية فهيأت شعوبها لتلقي الرسالات ، ولسنا في حاجة لنذكر هنا حضارة الفراعنة المتلونة الفسيحة ، وكذلك حضارة الفينيقيين ، والبابليين ، والآشوريين ، وفي بعض أجزاء الهند والصين ظهرت حضارات أدبية ، فظهرت بجانبها فلسفات وأفكار اتخذت فيما بعد شكل الدين كالبوذية والكونفوشية ، أما بقاع العالم المتخلفة فقد قامت بها أفكار بدائية تناسب الطور الذي كان يمر به سكان هذه الأقاليم . نعود بعد ذلك للرسالات السماوية لنبين ما سبق أن أشرنا إليه من أنها - وإن كانت قد جاءت لأرقى جماعة بين جماعات البشرية - كانت تختلف في درجة رقيها تبعا لعصر المرسل إليهم . وفي هذا المجال يمكن أن نقسم مراحل هذه الرسالات إلى ثلاثة أقسام تقريبا ، فالقسم الأول يمثل طفولة الجنس البشري وذلك يشمل الفترة التي عبرتها البشرية من آدم إلى نوع حتى إبراهيم ، والقسم الثاني يمئل صبا الجنس البشري حيث وجد أنبياء بني إسرائيل وبخاصة موسى وعيسى ، والقسم الثالث يمثل شباب الجنس البشري حيث رسالة محمد . وهناك ملامح خاصة لكل قسم من هذه الأقسام . ففي القسم الأول كانت الدعوة بسيطة ، ومظاهر ذلك تبدو فيما بلى :
30
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 30