نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 275
وكان عمر يرسل من قتله من يستقبل العير ويميل بها للمحتاجين ، وكان حريصا على أن يسد بها خلة الناس ويزيل عنهم الجوع ، فكان يقول لكل من مندوبيه : أما ما لقيت من الطعام فمل به إلى أهل البادية ، فأما الظروف فاجعلها لحقا يلبسونها ، وأما الإبل فانحرها لهم يأكلون من لحومها ويخزنون من ودكها ، ولا ترض أن يقولوا : ننتظر بها الحيا ، أما الدقيق فيصنعون ويحرزون حتى يأتون الله بالفرج . وكان عمر يعد الطعام في بيته ويقدمه للوافدين من البادية وغيرهم ممن ليست لهم بيوت بالمدينة ، وقد بلغ من طعموا على موائده ذات ليلة ، عشرة آلاف شخص ، وأما المرضى والضعفاء ، فكان يرسل لهم طعامهم حيث هم ، بخلاف أسر أخرى بالمدينة كانت تأخذ الدقيق والأدم وتتولى الطبخ بنفسها . ووضع عمر دستور التعاون الذي لا نعتقد أن المدنية في أسمى مراحلها تستطيع أن تصل إليه ، قال : لو لم أجد للناس ما يسعهم إلا أن أدخل على أهل كل بيت عدتهم فيقاسموهم أنصاف بطونهم حتى يأتي الله بالحيا ، فعلت فإنهم لن يهلكوا على أنصاف بطونهم . وما إن انتهى هذا القحط ونزل المطر ، حتى روع المسلمين حادث آخر ، ليس أقل خطرا من الجدب والمجاعة ، ذلك هو الوباء الذي انتشر في أرض الشام . وانتقل منها إلى العراق ، وقد حصد هذا الوباء عددا كبيرا من المسلمين ، وكان يصيب الرجل فيسقط سريعا وكان أبو عبيدة بن الجراح على جند الشام في ذلك الحين حيث انتشر الوباء واستفحل خطره ، وأبو عبيدة حبيب إلى نفس عمر ، وهو أمين هذه الأمة كما لقبه الرسول ، وكان عمر يفكر في أن يستخلف أبا عبيدة بعده ، ومن أجل هذا فكر في إبعاده عن الشام وما فيه من وباء وموت . ولكن عمر كان يدرك أن أبا عبيدة يحرص على أن يبقى مع جنده يصيبه
275
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 275