responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 276


ما يصيبهم أو تحميه عين الله ، ولذلك نجد عمر يكتب لأبي عبيدة لا ليعلن له ما يضمره بشأنه ، بل يكتب له قائلا : " أما بعد ، فإني قد عرضت لي إليك حاجة أريد أن أشافهك فيها ، فعزمت عليك إذا نظرت في كتابي هذا ألا تضعه من يدك حتى تقبل إلي " .
ولكن أبا عبيدة يدرك ما أراده عمر ، ويعز على أبي عبيدة أن يخلي جنده في منطقة الخطر ويفر بنفسه ، فيجيب عمر : " إني قد عرفت حاجتك إلى ، وإني في جند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبة عنهم ، فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه ، فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين ودعني في جندي " وقرأ عمر الكتاب فبكى ، فسأله من معه : هل مات أبو عبيدة ؟
فأجاب : لا وكأن قد ومات أبو عبيدة ؟ عقب ذلك في وسط جنده وفي وسط البلاء .
وبعد ، ذلك هو الإسلام الذي جاء بحق ليكون خاتم الأديان ، وجاء رسوله ليكون خاتم الأنبياء ، وقد حمل الإسلام بين دفتيه سعادة الدين والدنيا لمن تبعه وسار في ضوئه ، كما تسربت منه لغير معتنقيه ألوان من المعارف والثقافات والاتجاهات الخلقية لم تكن البشرية تعرفها من قبل ، وقد استطاع هذا الدين أن يحمي نفسه من الترهات والأباطيل خلال القرون الحالكة التي مرت بالمسلمين ، فما جاء عهد النور خرج للناس بآلائه وصفائه كإشراقة الصبح وبسمة الأمل ، ولا نزاع أن البشرية لن تجد إلا في ظلاله سعادتها واستقرارها ولا نزاع أنه سيكون دين المستقبل ، لقد انتشر الإسلام في طول الأرض وعرضها حتى يوم كل المسلمون مغلوبين على أمرهم ، والآن وقد استعاد المسلمون مكانتهم وتحررت بلادهم وعقولهم ، لا بد أن زحف الإسلام سيكون أقوى ، وانتشاره سيكون أشمل : " إن الدين عند الله الإسلام " [1] .



[1] سورة آل عمران الآية 19 .

276

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست