نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 272
ومن هنا يتضح أن النظام الرأسمالي لا يعيش إلا في جو سياسي معين ، أو قل إن هذا النظام يتدخل في شؤون السياسة والحكم ، وذلك أيضا عنصر آخر يبعده عن النظام الاقتصادي في الإسلام . الاقتصاد الإسلامي والاشتراكية الأوربية : وتختلف اشتراكية الغرب عن اشتراكية الإسلام ، فاشتراكية الغرب تقوم على أساس من حرب رأس المال ونضال الطوائف ، أما الاشتراكية الإسلامية فتقوم على أساس التعاون والإخاء . ومن الواضح كذلك أن الاشتراكية الغربية ترمى للقضاء على الثروات الكبيرة ، وتقف موقف العداء من الملكيات العظيمة ، وتحاول أن تفتتها بسبب وبدون سبب ، وليس كذلك الإسلام ، فهو لا يتصدى لحرب مع الملكيات الكبيرة ما دامت هذه الملكيات قد تكونت على أساس سليم وما دامت بعد تكونها تابعة لروح الإسلام ، عاملة لخير المجتمع وغير ضارة به ، وإنما ينتفع بها فيما ينفع المجتمع الإسلامي ويعود عليه بالخير ، ويضع الإسلام وسيلة هامة يصل بها إلى هدفه الرئيسي وهو إزالة الطبقية الثابتة وعدم تكديس الأموال في أيد قليلة ، وهذه الوسيلة هي نظام الميراث الذي من طبيعته أن يفتت الثروات . والاشتراكية الغربية تكثر من التأميم ، فتقرب بذلك من الشيوعية التي تعمل على أن تملك الدولة كل شئ ، أما التفكير الإسلامي فإنه يسعى لتوزيع الثروة على الأفراد ، كما يقصد أن تنتقل الثروات بين الناس تبعا للجهد والتوفيق . والملكية في الاشتراكية الغربية ملكية كاملة ولكنها في الإسلام وظيفة اجتماعية ليس غير . تلك فكرة موجزة عن النظام الاقتصادي في الإسلام ، ذلك النظام الذي حقق لتابعيه في الفترات التي اتبع فيها أسمى ألوان اليمن والبركة واليسار .
272
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 272