نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 260
من عنده . ولكن يشترط في الثورة أن تؤمن عواقبها ، وألا تنقلب إلى فتنة وإراقة دماء ، فإذا لم تؤمن عواقبها لا يجوز القيام بها عملا بقوله عليه السلام : الإمام الجائر خير من الفتنة ، وكل لا خير فيه ، وفي بعض الشر خيار . وجاء في مقالات الاسلاميين للأشعري أنه لا يجوز الخروج على الإمام الجائر إلا لجماعة لهم من القوة والمنعة ما يغلب على ظنهم معها أنها تكفي للنهوض وإزالة الجور [1] . هذا عن عزل الحكومة كلها ، أما عزل عضو من أعضائها فهو أمر هين يستطيعه الرئيس إذا لمس من هذا العضو تقصيرا أو رأي في عزله صلاحا . الحكومة الإسلامية بين الحكومات المعروفة : الحكومة الإسلامية نظام خاص بين نظم الحكومات ، له طابعه ، وله مميزاته وخصائصه التي تجعله لا يدخل تحت أي من النظم الأخرى للحكومات المعروفة في الوقت الحاضر . فليست الحكومة الإسلامية دكتاتورية أو فاشية أو شيوعية أو ما يماثلها من النظم الاستبدادية ، لأن هذه النظم تتنافى مع الشورى التي هي ركن هام من أركان الحكومة الإسلامية كما سبق القول ، ولأن الشعب لم يول هذه الحكومات ، ولا يستطيع عزلها ، وإنما فرضت هذه الحكومات نفسها بالقوة ، ولا يزيلها من مكانها إلا قوة تدبر في الظلام كتلك التي جاءت بها . وليست الحكومة الإسلامية حكومة تيوقراطية ، لأن سلطة الحكومة الإسلامية مصدرها الشعب ، ولكن الحكومة التيوقراطية تدعي أن سلطتها من الله ، وليس للحكومة الإسلامية ولا لرئيسها ما للبابا من سلطان روحي