نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 259
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم " [1] . وقال : " هو الذي جعلكم خلائف الأرض [2] " ، وبناء على هذه السلطة اختار المسلمون الحكومة أو اختاروا رئيسها واختار هذا الرئيس معاونيه ، وبذلك تعمل الحكومة باسم الشعب وتتحدث باسمه [3] . عزل الحكومة : من القواعد المقررة أن من يعطي السلطة يستطيع أن يسحبها ، والشعب - كما قلنا - هو صاحب السلطان ، وهو الذي اختار الحكومة ، ومنحها قوة تستطيع بها أن تشرف على أموره وأن تتحدث باسمه ، فمن حق هذا الشعب أن يسترد هذه السلطة إذا عجزت الحكومة عن الاستمرار في القيام بواجبها ، أو إذا أساءت استعمال السلطة المخولة لها ، ويقول الشيخ محمد بخيت مفتي الديار المصرية سابقا : إن كتب الكلام مطبقة ومتفقة على أن الخليفة أو الإمام هو وكيل الأمة ، وأنهم هم الذين يولونه تلك السلطة ، وأنهم يملكون خلعه وعزله [4] . وقد وضح أبو بكر ذلك المعنى في الخطاب الذي ألقاه عقب توليته الخلافة ، حيث جاء فيه : أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم . فإذا لم تستجب الحكومة لرغبة الشعب في عزلها ، أو إذا قاومت قرار العزل ، جاز للشعب أن يثور عليها ، وقد روي عن الرسول قوله . إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أو شك أن يعمهم الله بعقاب
[1] سورة النور الآية 55 . [2] سورة فاطر الآية 29 . [3] أقرأ تفصيلا شاملا عن هذا الموضوع في كتاب " السياسة والاقتصاد في التفكير الإسلامي " للمؤلف . [4] حقيقة الإسلام وأصول الحكم ص 17 .
259
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 259