responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 258


إليها وانقطاع رأي الشعب ، بل توضحان أن واجب الحاكم أن يستشير ليس فقط أهل الحل والعقد ، بل أن يستشير جماعات أوسع من المسلمين كلما حزب أمر ، بل أن يستشير المسلمين جميعا في مهام الأمور إذا أمكن ذلك ، بطريق الاستفتاء العام ، أو أي طريق آخر ، والآية الأولى تصوغ هذه الفكرة صياغة راتعة ، فهي لا تتجه إلى أسلوب الأمر بالمشاورة ، وإنما توضح أن المشكلات إنما هي مشكلات الأمة ، وأن الأمور أمورها ، فطرح هذه المشكلات للأمة للتشاور ، ولرغبة الوصول إلى حل سليم ، أمر عادي ، هو في الحقيقة وضع للأمور في نصابها وإعطاء الحق لصاحبه .
أما الآية الثانية فلم تكتف بالأمر بالمشاورة ، وإنما رسمت أخلاق الإسلام وروحه التي يجب أن يتحلى بها الحاكم ، فأوصته بالرحمة ، ولين الجانب ، والعفو ، والتسامح ، والدعاء للمسلمين بالمغفرة ، وكل هذه المظاهر تمهيد للمشاورة ، وهي تجعل الشعب يحس بحرية تامة فيبدي رأيه بصراحة ووضوح في المشكلات التي يعرضها الحاكم للتشاور .
ممن نسخه الحكومة الإسلامية سلطانها ؟ .
الحكومة الإسلامية تستمد سلطانها المباشر من الشعب لا من الله ، لأن الشعب هو الذي اختارها ، فتسلمت السلطة بناء على هذا الاختيار ، ولولا اختيار الشعب لها ما نالت هذه السلطة . وفي ذلك يقول الشاعر مخاطبا عمر ابن الخطاب :
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه * ألقى إليك مقاليد النهى البشر وقد حصل الشعب على هذه السلطة من الله ، فالبشر خلفاء الله في أرضه . قال تعالى : " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في

258

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست