نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 254
إلى هذا الاقتباس أن جماعة المسلمين في اختيارهم للرئيس لا بد أن يمتثلوا تعليمات الإسلام التي تقضي بأن يختار للرياسة أصلح للمسلمين للقيام بهذه المهمة وملء هذا الفراغ الكبير . قال صلى الله عليه وسلم : أيما رجل استعمل رجلا على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل ، فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة المسلمين . وسئل رسول الله مرة : متى الساعة ؟ فأجاب : إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظر الساعة . وروي عن الرسول قوله : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا . وروي عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أحب الناس إلى الله وأدناهم منه مجلسا يوم القيامة إمام عادل ، وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر . وقد روي عن عمر بن الخطاب قوله : لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ، ولا إمارة إلا بطاعة ، فمن سوده قومه على فقه ( علم ) كان ذلك حياة له ولهم ، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم . وهكذا نجد صفات الحاكم تتضح من خلال هذه الأحاديث والمأثورات ، فتبدو لنا ضرورة أن تتوافر فيه صفات القوة والعلم والفطنة والعدالة ، بالإضافة إلى صفات جسمانية وعقلية أخرى ذكرها الماوردي [1] كسلامة الحواس وسلامة الأعضاء من نقص يمنع من استيفاء الحركة وسرعة النهوض ، وكالرأي المفضي إلى سياسة الرغبة . وبتاء على التفكير الإسلامي لا يجوز لمن لم تجتمع