responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 255


فيه صفات الرئيس أن يتقدم لمنصب الرياسة ، كما لا يجوز للمسلمين أن يختاروا غير الصالح ، بل عليهم أن يسندوا الأمر لأهله ، وأن يحسنوا استعمال السلطة التي منحت لهم لاختيار إمام المسلمين .
ومن الواضح أن الإمام المنتخب ليقود جماعة المسلمين ، لا يمثل وحده الحكومة الإسلامية ، ولا يقوى وحده أن ينهض بكافة الأعباء ، ولذلك ترك له أن يختار من بين المسلمين من يعاونه في هذه المهام الجسام ، على أن هذا الحق المعطى للإمام مقيد باختيار الصالح ، فقد روي عن الرسول قوله من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه ، فقد خان الله ورسوله . وفي رواية من قلد رجلا عملا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه فقد خان الله ورسوله ، وخان جماعة المسلمين . وعن أبي ذر أنه قال : قلت يا رسول الله ألا تستعملني ؟ فضرب الرسول بيده على منكبي ثم قال : يا أبا ذر ، إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، ويوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها .
ومن هنا يتضح أن التفكير الإسلامي يقضي بأن يختار الشعب الرئيس الأعلى فقط ، ويترك لهذا الرئيس حق اختيار معاونيه ، فليس للشعب أن يختار معاوني الرئيس ، بل ذلك الحق للرئيس نفسه ، ليمكن التناسق بين أعضاء الحكومة إذ لو اختار الشعب معاوني الرئيس لكان من الممكن أن يختار الشعب شخصا لا تتفق ميوله مع الرئيس فلا يتم بينهما التعاون المنشود ، على أن الشعب إن فقد سلطة اختيار معاوني الرئيس ، فإن له حق الاعتراض على من يختارهم الرئيس أو على بعضهم متى كان للاعتراض أسباب معقولة .
ومن الرئيس وأعوانه تتكون الحكومة الإسلامية ، وهذه الحكومة

255

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست