نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 253
سائر أنواع الاجتماع ، ثم أن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة ، ومثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سائر ما أوجبه الله من الجهاد والعدل وإقامة الحدود وغيرها مما لا يتم إلا بالقوة والإمارة ، ولهذا روي أن السلطان ظل الله في الأرض ، وروي كذلك : ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة بلا سلطان . وعلى هذا فالحكومة في الإسلام ضرورية للغاية ، وفي مطلع الإسلام كان الرسول - بجانب تبليغ رسالة الله - حاكما يشرف على تنفيذ قوانين الله ، وكان يساعده في هذا العمل مجموعة من الصحابة والقادة ، ومن هؤلاء كانت تتكون الحكومة الإسلامية الأولى ، وبعد وفاة الرسول اختير الخلفاء ومثلوا هم ومعاونوهم الحكومات الإسلامية بعد وفاة الرسول . ومن الواضح أن القرآن الكريم لم يفصل المشكلات الخاصة بالحكومة الإسلامية ، لأن الحكومة وطرق اختيارها ومسؤوليتها وعزلها وغير ذلك من شؤونها لما تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، ومن أجل ذلك تكلمت المصادر الإسلامية الأولى عن الحكومة الإسلامية بالإجمال ، وتركت التفاصيل ليضعها البشر بما يلائم حاجتهم في حدود الإطار العالم الذي رسمه الإسلام ، وقد تكونت لدينا من المصادر الأولى ومما أضافه العلماء والباحثون مادة نستطيع بها أن نعطي صورة واضحة عن النظم الخاصة بالحكومة الإسلامية ، وهو ما سنشرع فيه : تكوين الحكومة الإسلامية : نقلنا عن ابن تيمية فيما سبق ضرورة وجود الرياسة ، وقد اقتبس ابن تيمية في خلال كلامه أحاديث صحيحة تبين ضرورة اختيار الرئيس ، ويجب أن نضيف
253
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 253