responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 243


معاملة الرقيق في الإسلام :
على أن الرق إن بقي بعد ذلك فإن الإسلام كفل زوال أثره عمليا ، وذلك بمحو الفوارق والتوصية بالأرقاء حتى وجد من يؤثر الرق على الحرية كما سيأتي عند الحديث عن الرق الصناعي ، وأبرز ألوان المعاملة التي أتاحها الإسلام للأرقاء ، هي أن الرق يتصل بالعمل الجسماني ولا يتصل بالعقل ، فالرقيق يعمل لسيده ويطيعه في حدود هذا العمل ، ولكنه حر في تفكيره يعتنق الدين الذي يرضيه ، وليس ملزما أن يتبع سيده في أفكاره وليس للسيد أن يطلب من عبده أن يرتكب إثما أو يقتل نفسا بغير حق ، وللعبد أن يعارض ذلك وأن يقف في وجه سيده قائلا : لا ، هذا لا يجوز . وقد عد العرب في مطلع الإسلام هذا التفكير الذي يقضي بتحرير عقل الأرقاء ثورة عارمة ، وقتلوا عبيدهم وعذبوهم حينما صاح هؤلاء العبيد في وجوه سادتهم قائلين : لقد اعتنقنا الإسلام وليس لكم سلطان على عقولنا ، وسلطانكم محدود بالأعمال الجسمانية التي لا تنافي الأديان أو الأخلاق ، وفي ذلك يقول ابن القيم [1] والسيد لا حق له في ذمة العبد ولا في انسانيته ، وإنما حقه في بدنه .
وخطوة أخرى خطاها الإسلام في معاملة الرقيق هي مساواته بالأحرار في أكثر الشؤون ، وقد روى الشيخان قوله عليه السلام : من قتل عبده قتلناه ، ومن جوع عبده جوعناه ، ونقل الإسلام التفاضل إلى مقياس جديد هو التقوى ، قال تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وبناء على هذا المقياس الجديد زوج الرسول ابنة عمته زينب بنت جحش من مولاه زيد ، وولى زيدا هذا قيادة جيش المسلمين الذاهب لمحاربة الروم في موقعة مؤنة وكان بين



[1] أعلام الموقعين ج‌ 1 ص 351 .

243

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست