نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 210
ما يحكمون " [1] بل دسه بعضهم في التراب فعلا ، حتى هتف بهم القرآن الكريم : " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ، وإن قتلهم كان خطئا كبيرا " [2] فإذا نجت الوليدة العربية من الوأد وجدت غالبا في انتظارها حياة ظالمة ، ليس لها فيها نصيب من الميراث ، وقد تكره فيها على البغاء ، أو تعضل عن الزواج . وقد لخص المرحوم الأستاذ قاسم أمين حالة المرأة في العصور القديمة بقوله : ترتب على دخول المرأة في العائلة حرمانها من استقلالها ، لذلك كان رئيس العائلة عند الرومان واليونان والجرمانيين والهنود والصينيين والعرب مالكا لزوجته ، وكان يملكها كما يملك الرقيق بطريق البيع والشراء ، بمعنى أن عقد الزواج كان يحصل على صورة بيع وشراء ، وكان الرجل يشتري زوجته من أبيها ، فتنقل إليه جميع حقوق الأب ، ويجوز للزوج أن يتصرف فيها بالبيع لشخص آخر [3] . تلك هي المرأة في العصور القديمة ، فلنمض في حديثنا لنتكلم عن المرأة في عصور أحدث . في فرنسا عقد اجتماع سنة 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد انسانا أو لا تعد انسانا ، وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل . وهكذا أثبت الفرنسيون في هذا التاريخ فقط انسانية المرأة ، تلك الإنسانية
[1] سورة النحل الآيتان 58 - 49 . [2] سورة الإسراء الآية 31 . [3] أنظر كتاب المرأة الجديدة ص 18 .
210
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 210