نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 203
وينسى أن رأي رستم لا يمكن أن يكون دليلا على المسلمين ، وينسى كذلك باقي الرواية حيث سخر المغيرة من رستم ومن ماله ، وحيث صاح به بألا مناص من واحدة من ثلاث : الإسلام أو الجزية أو القتال . والذي ظنه رستم ظنه فيما بعد ملك الصين عندما زحف قتيبة بن مسلم على هذه الأصقاع ، وأناب عنه هبيرة الكلابي لمقابلة ذلك الملك بناء على طلبه ، فقال له الملك : قل لصاحبك ( يقصد قتيبة ) : إني عرفت حرصه وقلة أصحابه ، فلينصرف وإلا بعثت إليه من يهلكه . فصاح هبيرة : كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون ؟ وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك ؟ أما تخويفك إيانا بالموت فإن لنا آجالا إذا حضرت فأكرمها القتل ، فلسنا نكرهه أو نخافه . إذا فهذه التهمة قديمة ، وردها أيضا قديم كما ترى . . . على أننا لا نحاول أن ننكر أن بين المحاربين العرب من كان يحب المال أو يسعى إليه ، ولكن الذي ننكره بقوة وإيمان هو أن يكون الدافع لهذه الحروب هو المال ، ومعنى الدافع هو القوة التي ترسم الخطط وتوجه ، وهو كذلك الاحساس الداخلي الذي يحث المحاربين على العمل لتحقيق الأهداف التي رسمت لهم ، هذا الدافع كان إسلاميا صرفا ، وإذ جاء المال فهو تابع له ولم يكن قط هدفا لذاته ، ونضع الأدلة لإبراز هذا الرأي : أولا - صارع المسلمون الشرك في قلب الجزيرة العربية أكثر من عشرين عاما سقط خلالها آلاف من خيرة المسلمين في الغزوات وحروب المرتدين والمتنبئين ومانعي الزكاة ، وكانت كل هذه الحروب تدور في البادية القفراء كما سماها الدكتور حتى ، بعيدة عن الأطماع في الأرض التي سماها مواطن الخصب بالشمال . فما الدافع لكل هذه الضحايا ؟
203
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 203