نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 196
ذلك هو الكاتب المسيحي الفرنسي هوبير ديشان حاكم المستعمرات الفرنسية بإفريقية حتى سنة 1950 وهو يقول [1] : إن انتشار دعوة الإسلام في أغلب الظروف لم تقم على القسر ، وإنما قامت على الاقناع الذي كان يقوم به دعاة متفرقون لا يملكون حولا ولا طولا إلا إيمانهم العميق بربهم ، وكثيرا ما انتشر الإسلام بالتسرب السلمي البطئ من قوم إلى قوم ، فكان إذا ما اعتنقته الأرستقراطية وهي هدف الدعاة الأول تبعتها بقية القبيلة ، وقد يسر انتشار الإسلام أمر آخر هو أنه دين فطرة بطبيعته ، سهل التناول ، لا لبس ولا تعقيد في مبادئه ، سهل التكييف والتطبيق في مختلف الظروف ، ووسائل الانتساب إليه أيسر وأيسر ، إذ لا يطلب من الشخص لإعلان إسلامه سوى النطق بالشهادتين فيصبح بذلك في عداد المسلمين ، وقد حبب الإسلام إليهم مظاهره الخلابة كالثوب الفضفاض والمسبحة والكتابة العربية والوقار الديني وشعائر الصلاة ، مما يضفي على المسلم مكانة مرموقة وجاذبية ساحرة ، فالذي يدخل الإسلام ولو في الظاهر ، يشعر بأنه أصبح ذا شخصية محترمة ، وأنه ازداد من القوة والحيوية . وتقول الباحثة الألمانية الدكتورة llse Lictens Eadter إن التخيير ببلاد الفرس والروم لم يكن بين الإسلام والسيف ، وإنما بين الإسلام والجزية ، وهي الخطة التي استحقت الثناء لاستنارتها حين اتبعت بعد ذلك في إنجلترا إبان حكم الملكة الياصابات [2] . ونجئ بعد ذلك إلى السؤال الثاني : لماذا حدثت الحروب بين المسلمين وغيرهم ؟
[1] الديانات في إفريقية السوداء ص 128 - 129 . [2] . 57 . p . lslam and the Modern Age
196
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 196