responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 181


الإسلام والحرية :
إن موقف الأديان والمدنيات من الحرية ليس بعيدا عن موقفها من المساواة ، فالطبقات في الهندوسية نصت على أن " الملك إلى في صورة إنسان فوق الأرض وإن كان طفلا رضيعا " وألزمت طبقات الشعب أن تقدم له أعمق الاجلال ، ولم تدع الحرية لأحد من هذه الطبقات أن ينقده أو يعلق على تصرفاته ، وقد جاء في شرائع " منو " ما يلي : ويأمر الملك بصب زيت حار في فم الشودرا وفى أذنيه إذا ما بلغ من الوقاحة ما يبدي به رأيا للبراهمة في أمور وظائفهم [1] .
وحرمت الديانة اليهودية على الشعب اليهودي مناقشة الأحبار والكتبة والقديسين .
وفي المسيحية سرعان ما استولت الكنيسة على مقاليد السلطة ، واستغلت الشعب المسيحي أسوأ استغلال مما أدى إلى وجود طوائف خارجة على الكنيسة ، ولما شعرت الكنيسة بوجود المفكرين الذين خرجوا عما رسمته من قواعد وأصول ، رأت في ذلك ما يهدد سلطانها ويضعف مركزها أمام تيار الفكر الحديث والعلم الأخذ في النماء ، فانطلقت تقاوم وتجاهد تلك الأفكار وذلك العلم ، فحاولت تكميم الأفواه البريئة ، وتعطيل الأفكار الحرة التي تناقض نظرياتها ، ومن هنا كان العداء الشنيع بين الكنيسة وحرية الفكر منذ ذلك الحين ، وأصدرت قرارات بتحريم قراءة حوالي خمسة آلاف كتاب من بينها كتب جان جاك روسو وديكارت وفكتور هوجو وغيرهم [2] وعند ما ظهر القول بكروية الأرض - ذلك الأمر ذلك عرفه المسلمين وصار رأيا لهم منذ أول خلافة بني العباس - أحدث اضطرابا شديدا في عالم النصرانية ، وهددت الكنيسة من يقول به [3] .



[1] أديان الهند الكبرى للمؤلف ص 59 .
[2] محمد فؤاد الهاشمي : الأديان ص 158 وعن الكتب التي حرمتها الكنيسة اقرأ كتاب " المسيحية " للدكتور أحمد شلبي ص 68 من الطبعة الرابعة .
[3] الإمام محمد عبده : الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية ص 42 .

181

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست