نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 180
وروي أن أبا ذر الغفاري كان يناقش عبدا في حضرة الرسول ، فاحتد أبو ذر وصاح بالعبد : يا ابن السوداء . فالتفت له المعلم العظيم وألقى في وجهه بتعبير يعتبر غاية في الاستنكار ، هو : طف الصاع ، طف الصاع ، ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بعمل صالح . وقد أدرك أبو ذر من كلام الرسول مدى الخطأ الذي ارتكبه بتفكيره الطبقي ، فهوى من استعلائه في لحظة قصيرة ، ووضع خده على الأرض وقال للعبد : قم فطأ خدي . والتشريع في الإسلام عام أي أنه تشريع للناس جميعا وإن اختلف أجناسهم أو طبقاتهم ، وقد كانت القوانين قبل ذلك تختلف باختلاف الطبقات ، فقد روي أنه لما سرقت فاطمة بنت الأسود المخزومية ، جاء أسامة بن زيد يشفع لها ، فأنكر الرسول على أسامة شفاعته لها ، وقال للناس حوله : إنما أهلك من كانوا قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . ومن وصايا عمر بن الخطاب لولاته قوله : - سو بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك ، حتى لا يطمع شريف في جنبك ، ولا ييأس ضعيف من عدلك . - اجعل الناس عندك سواء ، لا تبال على من وجب الحق ، ثم لا تأخذك في الله لومة لائم ، إياك والأثرة ، والمحاباة فيما ولاك الله . وهكذا قرر الإسلام المساواة ولا يزال يوصي بها ، وإن شطت الاتجاهات القديمة ، أو ضعفت المدنية الحديثة عن التمسك بهذا الخلق القويم .
180
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 180