responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 179


وجعلتهم طبقة أرفع من طبقات البشر ، كما فعلت الكنيسة القيصرية [1] .
ذلك هو الاتجاه ، القديم ، فكيف اتجهت المدنية الحديثة حيال المساواة ؟ .
إن الإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى كبير عناء ، فالتفرقة العنصرية وهي التي يعامل بها البيض سكان المستعمرات تدل دلالة واضحة على الطبقية المسعورة التي خلفتها هذه المدنية الزائفة ، ومن ذلك ما يعانيه الزنوج بأمريكا من اضطهاد وعسف ، وقد دفع كنيدي حياته ثمنا لموقفه العادل من هؤلاء الزنوج ، فما إن نادى بالمساواة وعمل على أن يلزم بها المتعصبين حتى دبرت جريمة اغتياله من الصهاينة ورعاة التفرقة العصرية البغيضة .
فماذا كان موقف الإسلام من المساواة ؟
كان موقف الإسلام حاسما حول هذا الموضوع ، إنه موقف يحدده القرآن الكريم والسنة وعمل الصحابة الأبرار ، قال تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم [2] " ! فهذه الآية تذكر الناس بوحدة المنشأ ، وتقرر أن التفاضل لا يتخذ أساسه أصول الناس وألوانهم ، بل ما يقدمونه من عميق الإيمان والعمل الصالح .
ومن السنة ينطلق قوله عليه السلام في خطبة الوداع : أيها الناس ، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، ليس لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أبيض ، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى ، ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .



[1] أنظر " الأديان " للأستاذ محمد فؤاد الهاشمي ص 127 .
[2] سورة الحجرات الآية 13 .

179

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست