نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 172
وبلغ من حرصه على الرحمة بأهل الكتاب أن عزل واليا أحس بأنه ضاق ذرعا ببعض أهل الكتاب في ولايته ، فخاف عرم أن يجور عليهم ، فقد روي أن نصارى تغلب كانوا يناوئون واليهم الوليد بن عقبة ، فنفد صبر الوليد مما كانوا يعملون ، فقال شعرا يتوعدهم ويهددهم ، وسمع عمر بعض هذا فخشى أن يقسو الوليد عليهم ، وأن يبطش بهم فعزله عن ولايته ، وعين أميرا غيره . وكان أهل الكتاب يدفعون الجزية للمسلمين ، يدفعها منهم القادر على حمل السلاح ، ولا تدفعها المرأة ولا الصبي ولا الشيخ ولا الأعمى . . . والجزية مقدار ضئيل من المال يتفاوت بتفاوت حالة الذمي المالية ، فهي على الأغنياء 48 درهما في العام ( حوالي جنيهين ) وعلى المتوسطين 24 درهما وعلى العمال والصناع 12 درهما . وتدفع الجزية لسببين : 1 - ينتفع أهل الكتاب بالمرافق العامة مع المسلمين ، كالقضاء والشرطة والطرق الممهدة والآبار وغيرها ، والمرافق العامة تحتاج إلى نفقات يدفع المسلمون قسطها الأكبر ، ويسهم أهل الكتاب بالجزية في تكاليف هذه المرافق . 2 - لا يكلف القادرون من أهل الكتاب أن يحملوا السلاح ويدافعوا عن البلاد بل يقوم بذلك المسلمون . ولذلك يدفع أهل الكتاب هذه الضريبة نظير إعفائهم من هذا الواجب الكبير ، ويسجل التاريخ أن بعض أهل الكتاب قاموا بنصييهم في الدفاع في بعض الأحوال فسقطت عنهم الجزية وكان ذلك في عهد عمر أيضا [1] .
[1] هناك مسألة واضحة ولكن لا مانع من ذكرها دفعا لأية شبهة عند بعض القراء ، وهي أنه بناء على الدراسة السابقة لا يلزم الإسلام أهل الكتاب في العصر الحاضر أن يدفعوا الجزية ، لأنهم يدفعون الضرائب التي يدفعها المسلمون ويحملون السلاح في الجيوش مع المسلمين .
172
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 172