نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 173
ويروي البلاذري [1] أن المسلمين عندما دخلوا حمص أخذوا الجزية من أهل الكتاب الذين لم يريدوا أن يدخلوا الإسلام ، ثم عرف المسلمون أن الروم أعدوا جيشا كبيرا لمهاجمة المسلمين ، فأدرك المسلمون أنهم قد لا يقوون على الدفاع عن أهل حمص ، وقد يضطرون للانسحاب ، فأعادوا إلى أهل حمص ما أخذوه منهم ، وقالوا لهم : شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم ، فأنتم على أمركم . فقال أهل حمص : إن ولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم ، ولتدفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم . ونهضوا بذلك ، فسقطت الجزية عنهم . والذي نريد أن نسجله هنا أنه مع بساطة هذه الجزية ، ومع سياسة المعاملة الكريمة التي اتبعها عمر ورعاها ، دخل كثير من أهل الكتاب في عهده دين الإسلام أفواجا ، لا هربا من الجزية فإنهم في الغالب سيدفعون الزكاة وهي أكثر قدرا من الجزية ، ولا تحاشيا لسوء معاملة ، وإنما إعجابا بعدل الإسلام وخلق خليفة المسلمين . وسار المسلمون في أكثر عصورهم سيرة عمر بن الخطاب ، سار عليها الخلفاء الأمويين عند انتصارات المسلمين في الهند والأندلس ، وسار عليها نور الدين زنكي في انتصاراته ضد الصليبيين ، وسار عليها صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس والأشرف خليل ، هؤلاء الأبطال الذين قضوا على حكم الصليبيين في فلسطين ولكن دون تنكيل ودون وحشية ، ونختم هذا البحث بنماذج من أقوال بعض الكتاب المسيحيين يعترفون فيها بما ناله المسيحيون في ظل الإسلام من سلام وعون . يقول عيشو بابه أحد البطاركة المسيحيين : إن العرب الذين مكنهم الرب