نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 171
ملتها : أنه لا تسكن كنائسهم ، ولا تهدم ، ولا ينتقص منها ولا من خيرها ، ولا من صليبهم ، ولا من شئ من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود . . . " . وكان عمر لا يكتفي بالعهود يقطعها على نفسه وعلى قومه ، بل كان يشفعها بوصاياه المتكررة إلى ولاته أن يمنعوا المسلمين من ظلم أهل الذمة ، وأن يوفوا لهم بعهدهم ويخففوا عنهم ، وألا يكلفوهم فوق طاقتهم ، وقد سجل ذلك في وصيته قبل موته . ومن الناحية العملية نجد أن عمر وقى بما وعد بل زاد عليها عطفا وتسامحا وحسن معاملة ، فبينما هو في كنيسة القيامة إذ دخل وقت الصلاة ، فخرج عمر وصلى خارجها ، وقال للبطريرك : لو صليت داخل الكنيسة خفت أن يقول من بعدي : هذا مصلى عمر ، وأن يحاولوا أن يقيموا في هذا المكان مسجدا . وروي أنه رأى شيخا يهوديا يسأل الناس ، فسأله عمر ، ما الذي حملك على السؤال ؟ فأجاب الرجل : الحاجة والسن . فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله حيث أعطاه عطاء سخيا ، ثم أرسله إلى خازن بيت المال مع رسالة قال فيها ، انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم خذلناه عند الهرم ، إنما الصدقات للفقراء والمساكين ، وهذا من مساكين أهل الكتاب . ومر وهو في أرض الشام بقوم مجزومين من النصارى ، فأمر أن يعطوا من الصدقات وأن يجري عليهم القوت بانتظام [1] .