نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 169
وقد يدخل الابن الإسلام ويظل الأب على غير الإسلام ، وهنا يدعو الإسلام الابن أن يضل طيب الصحبة مع أبيه مع اختلاف الدين ، قال تعالى : " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ، فال تطعهما ، وصاحبهما في الدنيا معروفا [1] " . ويوضح القرآن للمسلمين أدب الجدال بينهم وبين أهل الكتاب ، ومن هذا الأدب أن يعلن المسلمين إيمانهم بأديان أهل الكتاب تقربا منهم ، قال تعالى : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ، وإلهنا وإلهكم واحد ، ونحن له مسلمون [2] " . ومن تسامح الإسلام مع أهل الكتاب أنه أباح لهم ما أباحته لهم أديانهم وإن حرمها الإسلام على المسلمين ، فليس هناك من حرج على أهل الكتاب أن يشربوا الخمر أو يأكلوا لحم الخنزير ، وليس للمسلمين أن يمنعوهم من ذلك . أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان مثلا أعلى في معاملة أهل الكتاب ، فقد روي أنه كان يحضر ولائمهم ويشيع جنازاتهم ، ويعود مرضاهم ، ويزورهم ويكرمهم ، حتى روي أنه لما زاره وفد نصارى نجران فرش لهم عباءته وأجلسهم عليها ، وروي أنه كان يقترض من أهل الكتاب نقودا ويرهن عندهم أمتعته ، حتى أنه توفي ودرعه مرهون عند بعض يهود المدينة في دين عليه ، وكان يفعل ذلك لا عجزا من أصحابه عن إقراضه إذ كان منهم الموسرون ، وكان منهم
[1] سورة لقمان الآية 15 . [2] سورة العنكبوت الآية 46 .
169
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 169