نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 168
وهكذا تدرك في يسر وسهولة أن المسلمين لقوا في المجتمعات غير الإسلامية ألوانا من الاضطهاد والإبادة ، وكانت النتيجة التي سعت إليها هذه المجتمعات وحققتها أن تفني الإسلام فيها وترغم ذويه على الارتداد عنه ، فإذا تمسك بعض المسلمين بدينهم أسلموهم إلى الدمار والفناء . أما غير المسلمين في المجتمعات غير الإسلامية فقد شهد التاريخ أنهم نعموا في ظل الإسلام بالرخاء ، والأمن والسلامة ، فقد رسم القرآن الكريم وأحاديث الرسول الطريق القويم للمسلمين في معاملة أتباع الديانات الأخرى ، وسار السلف الصالح في ضوء ذلك ، وانحدر هذا الاتجاه خلال عصور التاريخ حتى أثنى عليه وامتدحه الكتاب المسيحيون أنفسهم ، تعال بنا نقتبس من هذا الضوء بعضا منه دليلا على ما أوردناه هنا : يحث الله تعالى المسلمين أن يحسنوا معاملة غير المسلمين وأن يكونوا معهم بررة وعدولا ، قال تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [1] " . ويبيح الإسلام للمسلمين أن يؤاكلوا غير المسلمين وأن يصاهروهم ، ولا شك أن المصاهرة تخلق امتزاجا بين هؤلاء وأولئك ، فأخوال الأولاد سيصبحون من أهل الكتاب ، وفي هذا رباط كبير أباحه الله بين المسلمين وغيرهم مما يدل على أن الإسلام دين الإنسانية ، وفي ذلك يقول الله تعالى : " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم [2] " .
[1] سورة الممتحنة الآية الثامنة . [2] سورة المائدة الآية الخامسة ، وانظر القيود حول هذا الموضوع في " الحياة الاجتماعية في التفكير الإسلامي " للمؤلف .
168
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 168