نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 164
< فهرس الموضوعات > العبادات أمور تعبدية ليس < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > من الضروري وضوح فلسفتها < / فهرس الموضوعات > عقيدته الدينية ، وليس الحجر الأسود عندي إلا كذلك بالنسبة للرسول صلوات الله عليه . تلك هي العبادات في الإسلام ، وتلك هي فلسفتها ومنها يتضح ما سبق أن أوردناه من أن العبادات تهذب الناحيتين المادية والروحية في الإنسان ، وهي متجددة متكررة حتى يظل المسلم أقرب إلى الطهر ، وحتى تجذبه العبادة إلى رحبات الله كلما دفعته ماديات الحياة إلى البعد عن هذه الرحبات . بقي أن نوضح أن كلمة عبادة معناها الطاعة ، فعلى البشر أن يطيعوا خالقهم وأن يعبدوه كما أراد ، فهموا معنى العبادة أو لم يفهموها ، ولو ناقش خادم سيده في كل أوامره وأبى أن يستجيب إلا لما يفهم سببه من هذه الأوامر ، لما طالت بينهما الصلة ، ولأسرعت العلاقة بينهما إلى الانفصام ، ثم إن هناك فرقا ملحوظا بين أن تتوضأ قاصدا النظافة مع الطهارة ، وأن تصلي قاصدا رياضة البدن مع تهذيب الروح ، وبين أن تتوضأ وتصلي قاصدا الطاعة والامتثال وإرضاء الله ، ولا شك أنه في حالة الطاعة المطلقة تكون العبادة أمثل وأصدق تعبيرا عن المقصود ، ويروي الأستاذ الشيخ محمود شلتوت في هذا المجال حديث الرسول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ويعلق فضيلته على هذا الحديث يقوله : فمن قصد بالوضوء النظافة فهجرته إلى غير الله ، ومن قصد الرياضة بالصلاة فهجرته إلى غير الله ، ومن قصد بالصوم العلاج الصحي فهجرته إلى غير الله ، وهكذا من يفعل العبادة لغير وجه الله خالصة فهجرته إلى ذلك الغير [1] .