نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 162
عن الحجر الأسود مع التسليم بهذه الرواية والتعليل لتقبيل عمر رضي الله عنه للحجر مفترضا حدوث ذلك ، ثم اتصل بي بعض الباحثين وذكروا أن هذه الرواية موضوعة وأنكروا بأدلة ذكروها أن الرسول قبل الحجر أو أن عمر قبله . وعلى هذا فإنكار هذه الرواية يضع حدا للموضوع ، ولكن إنكار هذه الرواية ليس موضع إجماع ، فلنسر في الموضوع على فرض حدوث التقبيل ( 1 7 ) : لماذا قبل الرسول الحجر الذي لا يصر ولا ينفع ؟ في الإجابة عن هذا السؤال نذكر : أولا - أن جميع المسلمين اتفقوا على أن تقبيل الحجر الأسود ليس واجبا على الحجاج . ثانيا - يبدو لي أن الرسول قبله لحادث خاص تاريخي له صلة بالرسول ، وكلنا يذكر أن قريشا جددت بناء الكعبة ومحمد في الخامسة والثلاثين من عمره ، أي قبل البعثة ، فلما أتمت قريش البناء وأرادت وضع الحجر الأسود في مكانه اختلفت البطون فيمن يكون له شرف حمله ووضعه ، واشتد الخلاف حتى أوشكت الحرب أن تشتعل بينهم ، ثم اتفقوا على أن يحكموا أول داخل عليهم من باب شيبة ، فكان محمد أول داخل منه ، فقالوا : هذا هو الأمين ، رضيناه حكما . وأخبروه الخبر . وهكذا ألقت قريش مقاليد أمورها في يد محمد في ثقة واطمئنان ، وكأن ذلك كان امتحانا له ، وهو امتحان قاس لمن أراد أن يرضي الجميع ، ووجد محمد الحل ، فبسط رداءه ووضع الحجر عليه ، ودعاهم ليأخذ كل بطن بطرف من
( 1 ) يتمسك كثير من العداء بصحة الرواية ، ولا يقبلون القول بأنها موضوعه ، وقد التقيت بجمهرة من هؤلاء العلماء الأفاضل بالسودان الشقيق ، ولست هنا أحاول توثيق الرواية ، ولكني أبحث موضوع تقبيل الحجر الأسود ، وقد أجمع من يوافقون على الرواية ومن يردونها على أن التقبيل ليس عملا تشريعيا ، وليس فريضة يلتزم بها الحجاج .
162
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 162