نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 161
أن تدفعه إلى الانحراف ، ولا شك أن المجتمعات الإسلامية تندد بخطيئة الحاج أكثر مما تفعل مع الذي لم يؤد هذه الفريضة بعد . بقيت كلمة تتصل بالحجر الأسود ، ذلك الحجر الذي كانت تعظمه قريش في الجاهلية لأنه من بقايا الكعبة التي بناها أبوهم إبراهيم ، والذي يبدأ عنده الطواف حول الكعبة ، ولما كان بعض المسلمين قد اعتادوا أن يقبلوه فقد فهم المستشرقون من ذلك أن في الإسلام بقية من وثنية الجاهلية ، وردنا عليهم أن الحجر الأسود لم يكن من أصنام العرب وأوثانها ، وهذا شئ واضح تمام الوضوح لدارس وثنية العرب [1] . فأصنام العرب معروفة دون شك ، ولم يكن من بينها قط الحجر الأسود أو الكعبة ، وإذا اتضح أن العرف في جاهليتهم لم يقدسوا الحجر الأسود ولم يجعلوه بين أوثانهم ، فكيف يجوز الاعتقاد بأن المسلمين قدسوه ؟ ولندع العرب في جاهليتهم ولنعد إلى الإسلام ، وهناك رواية تقرر أن عمر بن الخطاب قبل الحجر الأسود ولكنه وضح مكانة ذلك الحجر وسبب تقبيله له بقوله : والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك . هل هذه الرواية صحيحة ؟ الحق أنني كنت أظنها رواية مجمعا عليها ، ولكن حدث أنني ألقيت بالمذياع حديثا عن هذا الموضوع ضمن سلسلة أحاديث دينية ، وتكلمت
[1] اقرأ كتاب الأصنام لابن الكلي ، ونظر مبحث الدين في الجزء الأول من " موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية " للمؤلف .
161
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 161